أصدر كل من لويس ميشيل وزير الدولة و جاك بروتشي الرئيس الفخري لمجلس الشيوخ البلجيكي ، بيانا مشتركا يوم السبت ، دعيا فيه الإتحاد الأوروبي إلى دعم حل الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية ، من أجل تسوية نهائية للنزاع الإقليمي حول الصحراء .
و قد جاء في بيانهما المشترك “في السياسة ، فإن الزخم حاسم . إنه يجعلنا نفهم الحاجة إلى السير في اتجاه التاريخ. و لهذا السبب نطرح على أنفسنا مسألة مستقبل الصحراء الغربية ، و الذي تفاقمت وضعيته على مر السنين ، بسبب الصراعات و الاتفاقات الدبلوماسية بين إسبانيا و الجزائر و المغرب و موريتانيا ، و ذلك على حساب السكان المحليين الذين يحق لهم العيش في حياة كريمة ، و سلام و مستقبل واعد.
و في ختام رسالتهما التاريخية و الهامة أعلنا “علينا أن نعمل معا للتوصل إلى حل عادل و دائم و مقبول من الطرفين تحت رعاية الأمم المتحدة. حيث أن المبادرة المغربية من أجل الحكم الذاتي هي عبارة عن فرصة يجب اغتنامها كأساس جاد وموثوق به للتوصل إلى حل تفاوضي. إن تمديد الوضع الراهن إلى أجل غير مسمى في منطقة استراتيجية يرتبط استقرارها ارتباطا وثيقا باستقرار القارة الأفريقية ، أو حتى حوض البحر الأبيض المتوسط ، ليس قابلا للبقاء ، كما يتضح جليا من خلال الخرق الأخير لإتفاق وقف إطلاق النار من قبل البوليساريو في نهاية العام الماضي. و لقد حان الوقت لوضع حد لهذا السؤال الذي ترك مفتوحا لأكثر من أربعين عاما ، على حساب منطقة بأكملها”.
و أكد السيدين المستشارين “نعتقد أن عملية هذا النزاع تحتاج إلى نفس جديد لوضع حد للأعمال المزعزعة للاستقرار في منطقة الساحل و الصحراء الكبرى ، و التي تتسم بالاستراتيجية والخطورة بشكل خاص. إن مستقبل أوروبا يعتمد على استقرار أفريقيا ، و خاصة تلك المنطقة ، التي يعتبرها البعض حدود جنوب أوروبا. و يبدو أن إدارة بايدن ، التي تدرك تماما تلك المخاطر، لا تريد أن تشكك في مغربية الصحراء”.
و أضافا “إن الجهود الدبلوماسية ، مهما كانت جديرة بالثناء ، فإنها لا تجعل من الممكن حل هذا الصراع المجمد بين المملكة الشريفة و الانفصاليين الصحراويين المدعومين من طرف الجزائر”.
كما ألمحا إلى أنه “يبدو أن إجراء استفتاء لتقرير المصير من قبل الأمم المتحدة قد تم التخلي عنه ، و لم يعد يتم تناوله في نصوص الأمم المتحدة. حيث لم يكن لإعلان جبهة البوليساريو الجمهورية الصحراوية الديمقراطية العربية في عام 1976 ، بدعم من الجزائر الخاسرة ، الصدى المطلوب. و بعبارة أخرى ، فإن دعم الانفصاليين في أوروبا و العالم العربي و أفريقيا آخذ في التضاؤل . و قد تأكد هذا اليقين إلى حد كبير في المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي في ظل سيادة المغرب الذي عقد في 15 كانون الثاني يناير تحت تحت رعاية المملكة الشريفة و الولايات المتحدة. و بهذه المناسبة ، تعهد المشاركون بالدعوة إلى حل قائم فقط على المبادرة المغربية للحكم الذاتي.
” و هذا يجعلنا نقول”، حسب المستشارين نفسيهما دائما، “إننا نتحرك ببطء و لكن بالتأكيد نحو الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ، لأسباب جغرافية و سياسية و جيوستراتيجية”.
و شددا على أنه “لقد آن الأوان لأن يضع الاتحاد الأوروبي نفسه ، بوصفه طرفا فاعلا و دوليا ، على الساحة العالمية من خلال تعزيز حل للصراع ، لأنه إذا كانت أفريقيا معنية بالدرجة الأولى ، فإن أوروبا و الشرق الأوسط سوف يحذون حذوها أيضا. و نعلم أن “الأمن في أفريقيا شرط من شروط الأمن الأوروبي ، و الساحل و المغرب العربي منطقتان حيويتان لاستدامة أمن قارتنا”.
و أكدا أنه “يمكن أن يكون المغرب ، و هو شريك دينامي و تطلعي في الاتحاد الأوروبي ، الطرف الإقليمي الرئيسي في تهيئة الظروف لإيجاد حل سياسي واقعي و آمن و مستدام و فعال للصحراء الغربية. و منذ العودة إلى الاتحاد الأفريقي ، ظلت الدبلوماسية المغربية نشطة بشكل خاص ، حيث رحبت بالعديد من الوزراء الأفارقة في زيارات رسمية. و يقاس نفوذها في القارة بعدد القنصليات التي افتتحت (20 دولة عضو في الأمم المتحدة حالياً) منذ عام 2019 في مدينتي الداخلة و العيون”.
و في معرض رسالتهما التاريخية و الهامة شددا على “و لا يسعنا إلا أن نلاحظ التنمية الاقتصادية لهذه المنطقة ، مستفيدة من مواردها الذاتية ، و نظام التعليم و التمويل المغربيين ، فضلا عن الاستثمارات الأجنبية. و تسير هذه التنمية الاقتصادية المزدهرة جنبا إلى جنب مع الحكم المحلي القائم على احترام القوانين. و غني عن البيان أن هذه الإدارة تنبئ بما يمكن أن يوفره الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية للمنطقة بأسرها. و سيكون مصدر حقبة جديدة من السلام و الازدهار للمنطقة الفرعية بأكملها ، مما سيوفر الفرص لشباب القارة الأفريقية”.
الرسالة من توقيع كل من :
لويس ميشيل وزير الدولة البلجيكي
جاك بروتشي ، الرئيس الفخري لمجلس الشيوخ البلجيكي