اشتهرت مفيدة التلاتلي بفيلمها الذي قدم عام 1994 بعنوان “صمت القصور”، و هو عبارة عن قصة تدور حول إعادة زيارة امرأة لقلعة إمبراطورية غير مرغوب فيها.
و شاءت الأقدار، بأن تغادر المخرجة السينمائية التونسية الرائدة مفيدة التلاتلي الحياة ، حيث أصبحت أول امرأة عربية تقوم بإخراج فيلم روائي طويل ، و ذلك عن عمر يناهز 73 عاما.
و تجدر الإشارة إلى أنه كان قد تم في عام 2011 ، تفويض السيدة التلاتلي للعمل في مجال الثقافة بالحكومة التونسية المؤقتة في أعقاب الاضطرابات التي شهدتها البلاد آنذاك.
1- المسار الفني لرائدة السينما التونسية مفيدة التلاتلي
وقد اشتُهرت المخرجة الراحلة بفيلمها الرائع الصادر عام 1994 تحت عنوان “صمت القصور”، و الذي يحكي قصة عودة امرأة إلى قصر ملكي مهجور. و في هذا الصدد أشاد النقاد السينيمائيون بماهية الفيلم نظرا لاستكشافه تلك الصدمة التي تعرضت لها أجيال من النساء العربيات على مدى عقود من الزمن.
و قد فاز الفيلم السابق الذكر بالعديد من الجوائز الدولية ، بما في ذلك جائزة مهرجان لندن السينمائي عن “الفيلم الأكثر إبداعًا وإلهاماً ” لهذا العام.
و قد وصفه الناقد و المخرج السينمائي الكبير مارك كوزينز Mark Cousins بأنه أحد أفضل 10 أفلام منتجة في إفريقيا. حيث أن القصة مستوحاة من الصعوبات التي واجهتها والدة المخرجة التلاتلي نفسها طوال مسيرة حياتها.
و من خلال عملها كمخرجة صاعدة ، كسرت التلاتلي أحد الطابوهات القديمة. حيث أنه و من المعهود تقليديا، فإن الفتاة في عالم السينما العربية ، تعمل إما بشكل مستمر أو كمحررة. و قالت التلاتلي “لم أفكر قط في صناعة الأفلام”.
و صدر فيلمها التالي “موسم الرجال” عام 2000 حيث يستكشف العلاقات بين الرجال والنساء.
و تدور قصته حول مجموعة من الناس يعيشون في جزيرة جربة التونسية ،حيث يقضي رجالها معظم وقتهم بعيدًا في العمل ، ويعودون إلى ذويهم لمدة شهر واحد كل عام.
و أشاد كبير النقاد السينمائيين في صحيفة الجارديان ، بيتر برادشو Peter Bradshaw ، بفيلم “موسم الرجال” باعتباره “فيلمًا رائعًا وعاطفيًا ودراما عائلية قوية و جذابة للغاية”.
و كما هو الحال مع “صمت القصور” ، حاز فيلم “موسم الرجال” على العديد من الجوائز في دائرة السينما العالمية.
2- نبذة عن حياة المخرجة الراحلة مفيدة التلاتلي
ولدت التلاتلي عام 1947 ببلدة سيدي بوسعيد ، و درست فنون المونتاج السينمائي في باريس قبل أن تعود إلى تونس عام 1972.
و كانت المخرجة التلاتلي قد أصدرت فيلمها الثالث تحت عنوان “نادية و سارة” و الذي صدر عام 2004 ، حيث شاركت فيه الكاتبة و المخرجة الفلسطينية المغمورة هيام عباس.
ختاما و خلال عام 2011 ، كان قد تم تعيين السيدة التلاتلي وزيرا للثقافة في الحكومة الانتقالية في تونس بعد الثورة الأخيرة التي حصلت في البلاد.