وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يجري أول اتصال مع وزير الخارجية المغربي

أجرى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم.

و ناقش المسؤولان عدة مواضيع ذات اهتمام مشترك ، من بينها التعاون الأمني.

 

 

و كتب بلينكن على تويتر “لقد أجريت محادثة هاتفية جيدة اليوم مع وزير الخارجية المغربي بوريطة، حول مجموعة من القضايا الأمنية المشتركة و السلام الإقليمي ، بما في ذلك التطورات في ليبيا”.

كما أكد المسؤول رغبة بلاده في تعزيز التعاون لتأمين الاستقرار و الازدهار في المنطقة.

و لم تذكر التغريدة ما إذا كان المسؤولون قد ناقشوا مسألة الصحراء الغربية.

و لكن المحادثات تظهر أن الإدارة الأمريكية الجديدة تحافظ على موقف البلاد فيما يتعلق بالتعاون المغربي الأمريكي ، بكون الرباط أحد حلفائها الرئيسيين في المنطقة.

 

 

1- إشادة بلينكن بالعلاقات الثنائية و التقارب مع إسرائيل

 

و وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، فقد أشاد الوزير بلينكن بالعلاقة الثنائية طويلة الأمد و المفيدة للطرفين.

وقال بلينكن إن العلاقات تقوم على القيم و المصالح المشتركة في السلام و الأمن و الازدهار الإقليمي.

كما رحب الوزير الأمريكي أيضا بقرار المغرب إعادة العلاقات مع إسرائيل ، بحجة أن التعاون بين البلدين سيحقق فوائد طويلة الأمد لكلا الطرفين.

و يشير ذكر التقارب بين إسرائيل و المغرب إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها نية لتغيير موقفها فيما يتعلق بالصحراء الغربية ، و تشير إلى أنها ستلتزم بالإعلان الثلاثي المشترك الذي وقعته الولايات المتحدة و المغرب و إسرائيل في ديسمبر 2020 ، بحسب خبير السياسة الخارجية المغربي سمير بنيس سعيد.

و يذكر أن الدول الثلاث كانت قد وقعت الاتفاق ، و الذي ينص على الالتزام بجميع الاتفاقات المذكورة ، بما في ذلك إعلان ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

و منذ إعلان قرار ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في ديسمبر / كانون الأول ، كثفت الجزائر و البوليساريو جهودهما لإجبار الرئيس الأمريكي بايدن على التراجع عن القرار.

و جدير بالذكر، أنه و إلى غاية الآن ، فقد حافظت الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة على موقفها بشأن الصحراء الغربية.

 

و قال نيد برايس ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ، في شباط (فبراير) إن الولايات المتحدة تتبنى ما “تمت مناقشته على نطاق واسع”.

و قال “سنواصل دعم عملية الأمم المتحدة لتنفيذ حل عادل و دائم لنزاع [الصحراء الغربية] في المغرب”.

و تجدر الإشارة إلى أنه منذ اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ، فإن الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية يستخدم الآن خريطة متكاملة للمغرب ، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية الصحراوية.

 

 

و جلبت المكالمة الهاتفية ارتياحًا وردًا قويًا على المخاوف التي تصاعدت بعد مكالمة هاتفية لبلينكن مع وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم الخميس، حيث أشادت الجزائر بالمكالمة و ادعت أن الصحراء الغربية كانت من بين نقاط النقاش. علما أن بيان وزارة الخارجية حول المحادثة بين الولايات المتحدة و الجزائر لم يتطرق إلى أي ذكر للصحراء الغربية.

بيان الوكالة حول الاتصال المغربي الأمريكي يوحي بأنه “على الرغم من حقيقة أنه حدث بعد ذلك اتصال بين الولايات المتحدة و الجزائر ، إلا أن النقاش بين بلينكن و بوريطة لا يمنح الجزائر أي مجال للنقاش. 

وأضاف بنيس ، و هو أيضًا رئيس تحرير MWN ، أن هذا يشير بوضوح إلى أن الولايات المتحدة لن تعيد النظر في اعترافها بسيادة المغرب مرة أخرى.

كما غطت المكالمة الهاتفية التي أجراها بلينكن و بوريطة النقاش حول فرص تعزيز التعاون في إفريقيا لتعزيز الازدهار الاقتصادي و الاستقرار بالمنطقة.

 

2- جهود المغرب الرئيسية بشأن ليبيا ، تغير المناخ

 

و استذكر وزير الخارجية الأدوار الرائدة و الرئيسية للمغرب في الملف الليبي و التزامه بمواصلة تعزيز الأمن لمواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة و الساحل.

و يذكر أنه قد سبق للمغرب عقد مؤتمر بين الفصائل الليبية المتناحرة بما في ذلك المجلس الأعلى للدولة و مجلس النواب في ليبيا، و ذلك عبر عدة موائد مستديرة في بوزنيقة و طنجة خلال عامي 2020 و 2021.

و تأتي هذه اللقاءات  في إطار جهود تسوية الخلافات السياسية بين الأحزاب تحت إشراف المغرب.

و عقدت آخر الاجتماعات يومي 22 و 23 يناير في بوزنيقة (ضواحي الدار البيضاء).

 

و لطالما أعربت الحكومة المغربية و الملك محمد السادس عن دعمهما للعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة و عزمهما على مساعدة الأطراف الليبية على إيجاد حل مقبول للطرفين لإنهاء الصراع.

كما ناقش بلينكن و بوريطة “الإصلاحات بعيدة المدى” للملك محمد السادس على مدى العقدين الماضيين ، و شجع المغرب على الاستمرار في إعادة تأكيد التزامه بحماية و تعزيز حقوق الإنسان و الحريات الأساسية.

كما أشاد بلينكن بقيادة الملك محمد السادس في مكافحة تغير المناخ و الاستثمار في الطاقة المتجددة. و شجع المغرب على المساعدة في تعزيز النمو الاقتصادي الأخضر و التنمية في إفريقيا.

و جاء في البيان صدى التصريحات الأخيرة التي أدلى بها جون كيري المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ.

و في تغريدة حديثة ، قال كيري إن المغرب شريك هائل في الكفاح العالمي بشأن تغير المناخ.

و أشار إلى التزام المغرب بمكافحة أزمة المناخ التي شهدها مؤتمر الأمم المتحدة السنوي لتغير المناخ COP22 ، و الذي استضافه المغرب في مراكش في عام 2015.

و قال كيري “نحن حريصون على تعميق شراكتنا في (Roadto Glasgow)، في إشارة إلى مؤتمر المناخ COP26 لهذا العام و المعتزم عقده في المملكة المتحدة.

 

 

 
Exit mobile version