أجرى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم.
و ناقش المسؤولان عدة مواضيع ذات اهتمام مشترك ، من بينها التعاون الأمني.
و كتب بلينكن على تويتر “لقد أجريت محادثة هاتفية جيدة اليوم مع وزير الخارجية المغربي بوريطة، حول مجموعة من القضايا الأمنية المشتركة و السلام الإقليمي ، بما في ذلك التطورات في ليبيا”.
كما أكد المسؤول رغبة بلاده في تعزيز التعاون لتأمين الاستقرار و الازدهار في المنطقة.
و لم تذكر التغريدة ما إذا كان المسؤولون قد ناقشوا مسألة الصحراء الغربية.
و لكن المحادثات تظهر أن الإدارة الأمريكية الجديدة تحافظ على موقف البلاد فيما يتعلق بالتعاون المغربي الأمريكي ، بكون الرباط أحد حلفائها الرئيسيين في المنطقة.
Had a good conversation today with Moroccan Foreign Minister Bourita about a range of shared regional peace and security interests, including developments in Libya and our desire to see stability and prosperity there. Was also glad to wish all Moroccans a Ramadan Kareem!
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) April 30, 2021
1- إشادة بلينكن بالعلاقات الثنائية و التقارب مع إسرائيل
و وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، فقد أشاد الوزير بلينكن بالعلاقة الثنائية طويلة الأمد و المفيدة للطرفين.
وقال بلينكن إن العلاقات تقوم على القيم و المصالح المشتركة في السلام و الأمن و الازدهار الإقليمي.
كما رحب الوزير الأمريكي أيضا بقرار المغرب إعادة العلاقات مع إسرائيل ، بحجة أن التعاون بين البلدين سيحقق فوائد طويلة الأمد لكلا الطرفين.
و يشير ذكر التقارب بين إسرائيل و المغرب إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها نية لتغيير موقفها فيما يتعلق بالصحراء الغربية ، و تشير إلى أنها ستلتزم بالإعلان الثلاثي المشترك الذي وقعته الولايات المتحدة و المغرب و إسرائيل في ديسمبر 2020 ، بحسب خبير السياسة الخارجية المغربي سمير بنيس سعيد.
و يذكر أن الدول الثلاث كانت قد وقعت الاتفاق ، و الذي ينص على الالتزام بجميع الاتفاقات المذكورة ، بما في ذلك إعلان ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
و منذ إعلان قرار ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في ديسمبر / كانون الأول ، كثفت الجزائر و البوليساريو جهودهما لإجبار الرئيس الأمريكي بايدن على التراجع عن القرار.
و جدير بالذكر، أنه و إلى غاية الآن ، فقد حافظت الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة على موقفها بشأن الصحراء الغربية.
و قال نيد برايس ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ، في شباط (فبراير) إن الولايات المتحدة تتبنى ما “تمت مناقشته على نطاق واسع”.
و قال “سنواصل دعم عملية الأمم المتحدة لتنفيذ حل عادل و دائم لنزاع [الصحراء الغربية] في المغرب”.
و تجدر الإشارة إلى أنه منذ اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ، فإن الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية يستخدم الآن خريطة متكاملة للمغرب ، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية الصحراوية.
و جلبت المكالمة الهاتفية ارتياحًا وردًا قويًا على المخاوف التي تصاعدت بعد مكالمة هاتفية لبلينكن مع وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم الخميس، حيث أشادت الجزائر بالمكالمة و ادعت أن الصحراء الغربية كانت من بين نقاط النقاش. علما أن بيان وزارة الخارجية حول المحادثة بين الولايات المتحدة و الجزائر لم يتطرق إلى أي ذكر للصحراء الغربية.
بيان الوكالة حول الاتصال المغربي الأمريكي يوحي بأنه “على الرغم من حقيقة أنه حدث بعد ذلك اتصال بين الولايات المتحدة و الجزائر ، إلا أن النقاش بين بلينكن و بوريطة لا يمنح الجزائر أي مجال للنقاش.
وأضاف بنيس ، و هو أيضًا رئيس تحرير MWN ، أن هذا يشير بوضوح إلى أن الولايات المتحدة لن تعيد النظر في اعترافها بسيادة المغرب مرة أخرى.
كما غطت المكالمة الهاتفية التي أجراها بلينكن و بوريطة النقاش حول فرص تعزيز التعاون في إفريقيا لتعزيز الازدهار الاقتصادي و الاستقرار بالمنطقة.
إقرأ أيضا: الصحراء المغربية: مستشاران في السياسة البلجيكية يدعوان الإتحاد الأوروبي لدعم حل الحكم الذاتي
2- جهود المغرب الرئيسية بشأن ليبيا ، تغير المناخ
و استذكر وزير الخارجية الأدوار الرائدة و الرئيسية للمغرب في الملف الليبي و التزامه بمواصلة تعزيز الأمن لمواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة و الساحل.
و يذكر أنه قد سبق للمغرب عقد مؤتمر بين الفصائل الليبية المتناحرة بما في ذلك المجلس الأعلى للدولة و مجلس النواب في ليبيا، و ذلك عبر عدة موائد مستديرة في بوزنيقة و طنجة خلال عامي 2020 و 2021.
و تأتي هذه اللقاءات في إطار جهود تسوية الخلافات السياسية بين الأحزاب تحت إشراف المغرب.
و عقدت آخر الاجتماعات يومي 22 و 23 يناير في بوزنيقة (ضواحي الدار البيضاء).
و لطالما أعربت الحكومة المغربية و الملك محمد السادس عن دعمهما للعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة و عزمهما على مساعدة الأطراف الليبية على إيجاد حل مقبول للطرفين لإنهاء الصراع.
كما ناقش بلينكن و بوريطة “الإصلاحات بعيدة المدى” للملك محمد السادس على مدى العقدين الماضيين ، و شجع المغرب على الاستمرار في إعادة تأكيد التزامه بحماية و تعزيز حقوق الإنسان و الحريات الأساسية.
كما أشاد بلينكن بقيادة الملك محمد السادس في مكافحة تغير المناخ و الاستثمار في الطاقة المتجددة. و شجع المغرب على المساعدة في تعزيز النمو الاقتصادي الأخضر و التنمية في إفريقيا.
و جاء في البيان صدى التصريحات الأخيرة التي أدلى بها جون كيري المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ.
و في تغريدة حديثة ، قال كيري إن المغرب شريك هائل في الكفاح العالمي بشأن تغير المناخ.
و أشار إلى التزام المغرب بمكافحة أزمة المناخ التي شهدها مؤتمر الأمم المتحدة السنوي لتغير المناخ COP22 ، و الذي استضافه المغرب في مراكش في عام 2015.
و قال كيري “نحن حريصون على تعميق شراكتنا في (Roadto Glasgow)، في إشارة إلى مؤتمر المناخ COP26 لهذا العام و المعتزم عقده في المملكة المتحدة.