بايدن يريد إحلال السلام في اليمن و الاحتفاظ بقوات في ألمانيا و إطلاق سراح نافالني
لن يدعم الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد الآن الهجوم العسكري السعودي ضد الحوثيين في اليمن . هذا ما أعلن عنه خلال زيارته الأولى لوزارة الخارجية. حيث صرح مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض إن بايدن يريد لعب “دور أكثر نشاطا” في إنهاء الحرب في اليمن. كما تحدث بايدن أيضا عن خصومه كُلاًّ من روسيا والصين ، من بين دول أخرى ، و بأنه سيوقف انسحاب القوات الأمريكية من ألمانيا.
قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة إلى وزارة الخارجية. وهذه أول زيارة يقوم بها إلى وكالة حكومية منذ توليه منصب الرئيس. وكانت الزيارة الأولى للرئيس الأسبق ترامب إلى وكالة المخابرات الأمريكية CIA في عام 2017، و ذلك مباشرة بعد توليه الرئاسة٠
منذ توليه منصبه في 20 كانون الثاني (يناير) ، ركز بايدن بشكل أساسي على السياسة الداخلية ، على الرغم من عودته الفعلية إلى اتفاقية باريس للمناخ على سبيل المثال. و بهذه الزيارة لوزارة الخارجية ، يضع بايدن أنظاره حقًا على العالم بعد أسبوعين. حيث قال خلال كلمته أمام موظفي الوزارة “أمريكا عادت والدبلوماسية عادت”.
1- أمريكا عادت و الدبلوماسية عادت
السياسة الخارجية التي يريد بايدن اتباعها على مدى السنوات الأربع المقبلة تتناقض بشكل صارخ مع سياسة سلفه دونالد ترامب. “أمريكا أولا” ، ذاك الشعار الذي فاز به ترامب في انتخابات 2016 ، لم يعد الآن مطروحا على جدول الأعمال.
كما أكد بايدن لمساعديه أنه يريد إعادة تعزيز العلاقات مع الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة. حيث يقول مسؤولو البيت الأبيض إنه يريد إرسال مثل هذه الإشارة الواضحة إلى العالم بأن الولايات المتحدة تريد استئناف دورها كزعيم عالمي.
2- لا يسع أمريكا أن تتغيب عن المسرح العالمي و نحن البلد الذي يفعل أشياء عظيمة
قال بايدن ” حضور القيادة الأمريكية ضروري جدا في مواجهة القوى الاستبدادية و العدوانية مثل الصين و روسيا، و الهدف هو الأمن والازدهار اللذين يصبان في مصلحتنا، لا يمكن لأمريكا أن تتغيب عن المسرح العالمي. نحن البلد الذي يفعل أشياء عظيمة “.
3- إنهاء الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية في اليمن
في خطابه ، تحدث بايدن بشكل لافت للنظر عن الحرب في اليمن. حيث قال الرئيس إن الولايات المتحدة لن تدعم بعد الآن العمليات الهجومية في اليمن التي تشنها السعودية ضد المتمردين الحوثيين. ففي عام 2015، كانت المملكة العربية السعودية قد بدأت بشن عمليات عسكرية ضد المتمردين الحوثيين، و ذلك بضوء أخضر من إدارة أوباما في البداية تلاه دعم الرئيس ترامب لاحقا. و تجدر الإشارة إلى أن إيران تعتبر الداعم الرئيسي للحوثيين في هذا الصراع.
لقد أودت المعارك في اليمن حتى الآن بحياة أكثر من 100.000 شخص وجلبت المجاعة و الفقر إلى البلاد. فمن خلال الانسحاب من الدعم الأمريكي للهجمات السعودية ، يكون بايدن قد وفى بوعده الانتخابي بالمساهمة في السلام في اليمن. حيث قال مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان إن بايدن يريد القيام بدور أكثر نشاطا وإلتزاما لإنهاء الحرب من خلال الدبلوماسية.
4- روسيا و الصين و ميانمار
كما تمت مناقشة روسيا و الصين في خطاب بايدن. إذ دعا الرئيس موسكو إلى الإفراج الفوري عن زعيم المعارضة أليكسي نافالني. كما قال إن الصين يجب أن تحترم حقوق الإنسان، مُبديا استعداده للتعاون مع بكين في مجالات أخرى مثل المناخ. و وفقًا لبايدن، فإن التعاون العالمي أمر حاسم أيضًا في مواجهة جائحة كورونا والأزمات الصحية الأخرى.
كما تحدث بايدن عن الانقلاب الأخير الذي قام به الجيش في ميانمار. و قال “على الجيش أن يتخلى عن السلطة التي استولى عليها. أطلقوا سراح النشطاء والمسؤولين”.
5- بقاء القوات الأمريكية في ألمانيا
يريد بايدن تعزيز العلاقات مع حلفاء الناتو مرة أخرى. لذلك سيوقف الرئيس الأمريكي انسحاب الجنود الأمريكيين من ألمانيا.
و كان ترامب قد أعلن العام الماضي عن رغبته في سحب أكثر من 9000 جندي أمريكي من ضمن 34000 جنديا متمركزين في ألمانيا. و قد كرر ذلك عدة مرات مبررا أن ألمانيا حليفة الناتو لا تجني أموالاً كافية للجيش.
6- ولع بايدن بالسياسة الخارجية
لا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن بايدن قد اختار وزارة الخارجية كأول مؤسسة حكومية يزورها. فالعلاقات الدولية و التحالفات عزيزة على الرئيس الجديد.
7- السياسة الخارجية هي الحب الأول لبايدن
جينيفر بساكي Jennifer Psaki السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض
في أواخر التسعينيات ، شغل بايدن منصبًا مهمًا في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ. فمنذ ذلك الحين كان لديه اهتمام غير عادي بالعلاقات الدولية. حيث قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جينيفر بساكي في هذا الشأن “السياسة الخارجية هي الحب الأول لبايدن”. و كنائب للرئيس في عهد الرئيس السابق أوباما ، كان له أيضًا تأثير كبير على السياسة الخارجية الأمريكية.
و قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ Jens Stoltenberg اليوم إن رئاسة بايدن تمثل فرصة فريدة لإعادة العلاقات عبر الأطلسي. وقال إن السنوات الأربع الماضية في عهد الرئيس ترامب كانت إشكالية حقيقية لحلف الناتو.
إقرأ أيضا: بايدن يَسُنُّ 17 إجراءاً لإنهاء عهد ترامب