الرياضة

بلجيكا: منافس ريكو، الكيك بوكسر المغربي جمال بن الصديق يتعرض لضربة “أمنية” خارج الحلبة

كان من الممكن أن يكون الكيك بوكسر جمال بن الصديق (30 عامًا) ، و هو أحد الذين تم اعتقالهم في “عملية السماء” الأمنية الواسعة النطاق ، و التي لازالت متواصلة من طرف الأجهزة الأمنية البلجيكية ، بطل العالم الجديد للوزن الثقيل ، لولا تعرضه لإصابة في معركة مباشرة مع ريكو فيرهوفن. حيث كان عليه أن يقطع شوطًا طويلاً من أجل بلوغ ذلك الهدف ، إلا أنه يتواجد حاليا في مرمى نيران نظام العدالة ، بعد إختراق أمني محكم لإحدى المنظومات المشفرة و التي أفضت إلى سقوط رؤوس كبيرة ووازنة ، من ضمنها ضباط من عناصر الشرطة البلجيكية ، و محاميان و شخصيات أخرى ، بعد انخراطهم في العصابات المنظمة لتهريب المخدرات.


إلى حد ما ، كان جمال بن الصديق يُعتبر البديل البلجيكي لبدر هاري ، المعروف عنه في بلده الأصلي أنه يقاتل تحت لواء العلم المغربي. و معلوم أنه ليس لبلجيكا نظيرا لريكو فيرهوفن و الذي يرتقي بشعبية الكيك بوكسينغ بمفرده إلى مستوى أعلى . لكن و على الرغم من ذلك يبقى بن الصديق هو الكيك بوكسر البلجيكي الوحيد من أصل مغربي و الذي باستطاعته البلوغ ببلجيكا إلى مرتبة النجومية.و في مارس من عام 2017 ، بدأت صحيفة “هوت لاتست نيوز” البلجيكية مقالًا بالسؤال التالي: هل يعني لك إسم جمال بن الصديق شيئًا ؟ حيث كان ذلك بعد أن تحدى الكيك بوكسر فيرهوفن في إحدى المنافسات. و تدريجيا إستطاع بن الصديق أن يؤسس لنفسه سمعة طيبة في بلجيكا ، و أصبح محبوبا لدى الجماهير.
إقرأ أيضا : إبراهيموفيتش يصل إلى مهرجان سان ريمو الإيطالي بمساعدة دراج


و كان جمال بن الصديق قد نشأ و ترعرع في دائرة بورجرهاوت البسيطة و الهشة في محافظة أنتويرب البلجيكية ، والتي أكسبته لقب “دب بورغرهاوت” و أفضل رجل ، بحكم قوامه الرياضي الممشوق و طوله الذي لا يقل عن 2.05 متر. و معلوم أن الخصم الوحيد الذي بارزه فوق الحلبة و كان أطول منه هو “سيمي شيلت” الذي يبلغ طوله 2.12 مترًا. لكن و مع ذلك يحتفظ بن الصديق بلقبه “جالوت” الأكثر شيوعًا و بحماسة.


و يحكي بن الصديق عن طفولته ، كيف أنه أصيب مرة في ساقه ، على سبيل المثال. ولكن الأمر الأكثر جاذبية في الحقيقة وهو أنه قد عانى من السرطان لسنوات وشفي من المرض مرتين. جمال هو لاعب ملاكمة لم يحصل على كل شيء ، حيث كان عليه أن يقطع شوطًا طويلًا ، و أن يثير التعاطف معه ، باعتباره عملاقًا كبيرًا وودودًا يعمل بجد خارج الحلبة و ملاكما شرسا بداخلها.

وخارج الحلبة ، فقد عمل بن الصديق على ترسيخ إسمه في هولندا أيضًا. ففي بداية هذا العام ، كتب أحد المواقع الإلكترونية عن “حملة هروب هائلة” قام بها بن الصديق في برنامج يوتيوب الشهير “موسم صيد سطوك تيفي” ، حيث لم يعد مقاتلًا مجهولاً في رياضة يُنظر إليها بعين الشك ، بل أصبح أحد أبرز المنافسين الرئيسيين لفيرهوفن في رياضة تكتسب شعبية وجاذبية بشكل واضح.

كان يود أن يتوج بلقب نجم العالم للوزن الثقيل في بداية هذا العام. حيث كان من المقرر في نهاية شهر يناير ، إجراء قتال مباشر على حزام البطولة الذي يمتلكه فيرهوفن منذ عام 2014. لكن إصابة خطيرة في الظهر دمرت تلك الخطط ، مما اضطر بن الصديق إلى إلغاء مشاركته قبل أسبوع ونصف من توقيت المباراة ، وفاز فيرهوفن بالبطولة (الودية) التي نظمت بأربعة لاعبين فقط في “أهوي” و بسهولة بالغة. و ربما اعتقد فيرهوفن في قرارة نفسه ، أنه سيكون من المنطقي و ببساطة أن يمنح زميله في التدريب بنيامين أديغويي ، على سبيل المثال ، فرصة للقتال من أجل لقب العالم.

سيبقى “جالوت” أنتويرب في قمة المجد لفترة وسيستمر في محاولة إنتزاع حزام البطولة ممن يملكه. و يُعتبر في الوقت الحالي الأقرب وزنا من “فيرهوفن” في تصنيفات الوزن الثقيل . و جنبا إلى جنب مع هاري و فيرهوفن ، فهو يعتبر واحدا من أهم الأوزان التي تمتلكها منظمة “غلوري” للكيك بوكسينغ بموجب عقد.

و من وجهة نظر تسويقية ، سيظل الثنائي “هاري- فيرهوفن” دائمًا الأكثر إثارة للاهتمام ، ومع ذلك فإن جمال بن الصديق يظل أيضًا مادة للاحتكاك.

و يذكر أن الكيك بوكسر البالغ من العمر 30 عامًا ، سبق له أن فاز ضد فيرهوفن في أول ظهور له في عام 2011 ، حيث لم يكن مدربًا كما هو الحال الآن. و في عام 2017 ، خلال صراع مباشر على لقب العالم ، لم يكن بن الصديق يضاهي المنافس براباندر بعدُ. لكن بعد خمس دورات بدأ ينبه فيرهوفن بأن النتيجة الآن أصبحت 1-1.

و بصرف النظر عن ذلك ، فإن الحادثة التي وقعت بين الغريمين في عام 2017 لا تزال حاضرة في الأذهان ، و ذلك عندما قام بن الصديق بالبصق في وجه فيرهوفن خلال فترة التأرجح. إذ أن لكلا المعسكرين تفسيرهما الخاص لذلك ، ولكن الحقيقة أن بن الصديق قد وضع شعبيته على المحك آنذاك متجاوزا في ذلك حدود اللباقة.

و لرفع شعبيته إلى آفاق جديدة ، سيكون اللقب العالمي بمثابة دفعة مثالية من أجل ذلك. رغم أن السؤال المطروح و بإلحاح الآن هو مآلات عواقب اعتقاله في قضية “سكاي” الحديثة.

مطور التشفير ” سكاي” – الذي يحظى بشعبية بين المجرمين – و هو أحد عملاء بن الصديق ، إذ على الرغم من أن محاميه يقول إن هناك اشتباهًا في الاتجار في الهواتف و ليس المخدرات ، فإن بن الصديق يشتبه في عضويته بمنظمة إجرامية إضافة إلى اتهامات أخرى، حيث سيمثل يوم الجمعة أمام غرفة المحكمة بمدينة ميخلين البلجيكية، والتي ستقرر ما إذا كان بن الصديق سيبقى في السجن لفترة أطول أو سيتم إطلاق سراحه تحت المراقبة. و أيضا ما إذا كان بن الصديق مذنبا مع ما يترتب عن ذلك من تبعات، الأمر الذي لن يتضح إلا لاحقًا.


إقرأ أيضا : عبور مانشيستر سيتي إلى ربع النهائي في كأس الاتحاد الإنجليزي بفوزه بثلاثية على سوانزي

زر الذهاب إلى الأعلى