أخبار المغربسياسةمغاربة العالم

المغرب في قلب فضيحة تجسس جديدةٍ تَهُزُّ أوروبا – فيديو

بدأت يوم الأربعاء، السابع من فبراير الحالي، محاكمة رجل هولندي من أصول مغربية يُسمى عبد الرحيم المهاولي. في مدينة روتردام الهولندية، بسبب الشبهات حول قيامه بأعمال تجسس لحساب المخابرات الخارجية المغربية لادجيد.

و كان الرجل البالغ من العمر 64 عامًا يعمل ضمن جهاز التنسيق الوطني لمكافحة الإرهاب والأمن (NCTV) كمترجم للعربية وكمحلل رئيسي فيه.

و يُشتبه في أنه قد سلم تفاصيل ومعلومات دقيقة وحساسة حول ملفات الوحدات الأمنية المتخصصة في قضايا الإرهاب والتطرف إلى أطراف خارجية.

و خلال جلسة المحاكمة التي عقدت يوم الأربعاء، الموافق لِ 7 فبراير، أدلى الادعاء العام الهولندي ببيان يفيد بأن المشتبه به كان يحتفظ بحوالي ألف وثيقة سرّية.

و يُشتبه بأنه قام بتبادل معلومات حول هذه الوثائق الشديدة الحساسية مع أجهزة المخابرات المغربية.

و يذكر أن الأجهزة الأمنية الهولندية قامت بإلقاء القبض على الشخص المتهم في مطار شخيبول بالعاصمة أمستردام خلال شهر أكتوبر من عام 2023 عندما كان في طريقه إلى المملكة المغربية.

وذكرت مصادر صحفية أنه تم العثور في منزل المتهم على ثلاثمائة وحدة تخزين تضم مجتمعة ما يقرب من 65 تيرابايت من البيانات، وهو ما يوازي تقريباً 11.5 مليار ورقة من الحجم القياسي A4.

و صرح المدعي العام في هولندا بأن العدد ضخم بشكل لا يصدق، ووصف الأمر بأنه اعتداء بربري يتوجب فتح تحقيق بشأنه، حسبما أوردته جريدة دي تليغراف.

إقرأ: أمريكا والمملكة المتحدة تُنفذان هجمات مباغتة ضد الحوثيين في اليمن

أدوات تجسس متطورة

إضافة إلى ذلك، تبين من خلال التحقيقات أنّ الشخص المتهم كان يمتلك عددًا من وسائط تخزين المعلومات (USB) لدى القبض عليه.

ووفقًا للمعلومات الأمنية الواردة، فإن الرجل قد أجرى عدة زيارات إلى المملكة المغربية، ويُزعم أنه كان من المقرر له مقابلة ممثلي جهاز المخابرات المغربي وذلك حسب ما أعلنته النيابة العامة.

وذكرت صحيفة هولندية أن هيئات الاستخبارات والأمن في هولندا تدعي أنها عثرت أيضا على أسماء أربع أشخاص يعملون في المديرية العامة للدراسات والمستندات، و هو جهاز المخابرات الخارجية المغربية المعروفة اختصارًا بِ “لَادْجِيدْ”، يُشتبه في وجود روابط لهم مع المشتبه به، وأفادت أن هذه الصلات تم أيضًا اكتشافها على هاتفه الشخصي.

ويُشار إلى أن التحريات انطلقت في شهر أكتوبر عندما اكتشفت هيئة الاستخبارات الهولندية احتمال قيام المشتبه به بطباعة بيانات سرية ونقلها إلى منزله. ويواجه المتهم عقوبة قد تصل إلى السجن مدة خمسة عشر عامًا.

كذلك، تم تداول معلومات أفادت بأن تسجيلات كاميرات الأمن قد كشفت المتهم أثناء قيامه بطباعة بيانات سرية من الأنظمة التابعة لجهاز (NCTV) ووضعها داخل حقيبته.

وأفاد المدعي العام في هولندا أن العدد الكلي للوثائق السرية المتعلقة بالدولة بلغ 928 وثيقة، شملت 345 وثيقة تعود لجهاز المخابرات الداخلي (AIVD) و65 وثيقة من جهاز المخابرات العسكرية (MIVD).

المغرب في قلب فضيحة تجسّسٍ جديدةٍ تَهُزُّ أوروبا

تجسس و خيانة عظمى

ويواجه المترجم المغربي تهمة الخيانة العظمى والتعاون مع جهة أجنبية. وتم اعتقاله مع شريكه، وهو ضابط شرطة سابق من مدينة خودة الهولندية. ويشتبه في أنهما كانا على صلة بأجهزة المخابرات المغربية منذ فترة طويلة.

و من المحتمل أن تكون هذه الحالة المرتبطة باتهامات التجسس سببًا في إشعال فتيل التوتر من جديد بين الرباط وأمستردام، وذلك بعد مدّة من الهدوء السياسي و الانسجام بين المملكتين٠

إقرأ: اغتيال إسرائيل للقيادي في حماس، صالح العاروري، و قياديين من القسام جنوب بيروت

و يذكر أنه خلال الأعوام القليلة الماضية، سعى كلا البلدين إلى تجاوز تلك الفترة التي شهدت شدّاً دبلوماسيًا، بسبب رد الفعل الهولندي المنتقد لموقف المغرب في تعامله مع مظاهرات حِراك الريف.

إضافة إلى تورطه مؤخرًا في ما عرف بفضيحة الارتشاء بالبرلمان الأوروبي، التي وجهت أصابع الاتهام فيها إلى جهاز المخابرات الخارجية المغربية “لَادْجِيدْ”، ليتم بعدها إصدار مذكرة توقيف دولية من طرف السلطات القضائية البلجيكية، في حق مدير “لَادْجِيدْ” محمد ياسين المنصوري و بعض من ضباط الجهاز الذين كانوا يتحركون في أوروبا طولا و عرضا، و بسرية تامة.

ولغاية كتابة هذه السطور، لم يصدر المغرب أي تعليق رسمي حول قضية التجسس هذه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى